حكم ترجمة معاني القرآن

فتاوى اللقاء الشهري (العثيمين) ، الجزء : 4 ، الصفحة : 57 عدد الزيارات: 16422 طباعة المقال أرسل لصديق

قرأت في مجلة العربي العدد 237 شهر شعبان لعام 1398هـ مقالاً حول موضوع دراسات قرآنية طرح جديد لمواقف المعارضة للدكتور محمد أحمد خلف الله .
الرجاء الاطلاع على المقال المذكور وخاصة ترجمة القرآن والتي يريد منها حسب ظاهر كلامه الترجمة الحرفية وما رأيكم في الأسباب التي أوردها ضمن مقاله في تبريره لترجمة القرآن أفيدونا جزاكم الله خيراً وجعلكم من الذائدين عن شرعه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم ؟

 وأجاببت بما يلي يتضح من مقال الدكتور المذكور أنه يريد ترجمة معاني القرآن والتعبير عنها باللغات الأخرى غير العربية وترجمة معاني القرآن جائزة إذا فهم المعنى فهما صحيحا وعبر عنه من عالم بما يحيل المعاني باللغات الأخرى تعبيراً دقيقاً يفيد المعنى المقصود من نصوص القرآن وذلك أداة لواجب البلاغ لمن لا يعرف اللغة العربية قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - رحمه الله - وأما مخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم ولغتهم فليس بمكروه إذا احتيج إلى ذلك وكانت المعاني صحيحة كمخاطب العجم من الروم والفرس والترك بلغتهم وعرفهم فإن هذا جائز حسن للحاجة وإنما كرهه الأئمة إذا لم يحتج إليه ولهذا قال النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، لأم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص وكانت صغيرة فولدت بأرض الحبشة لأن أباها كان المهاجرين إليها قال لها " يا أم خالد " هذا سنا والسنا بلسان الحبشة الحسن لأنها كانت من أهل هذه اللغة ولذلك يترجم القرآن الكريم والحديث لمن يحتاج إلى تفهمه إياه بالترجمة وكذلك يقرأ المعلم ما يحتاج إليه من كتب الأمم وكلامهم بلغتهم ويترجم بالعربية كما أمر النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، زيد بن ثابت " أن يتعلم كتاب اليهود ليقرأ له ويكتب له ذلك حيث لم يأتمن اليهود عليه .
أما الترجمة الصوتية فهي غير جائزة وسبق أن أصدر مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية قرراً في ذلك نرفق لك صورته لمزيد من الفائدة وبالله التوفيق وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه .
اللجنة الدائمة